نيلسون مانديلا

نيلسون مانديلا
Nelson Mandela-2008 (edit).jpg
نيلسون مانديلا في مايو 2008
المناصب
رئيس جنوب أفريقيا
9 مايو 1994 - 14 يونيو 1999
(5 سنواتٍ وشهر واحد و5 أيامٍ)
الانتخاب9 مايو 1994
النائب
سبقهفريديريك ويليم دي كليرك
خلفهتابو إيمبيكي
الأمين العام لحركة عدم الانحياز
3 سبتمبر 1998 - 14 يونيو 1999
(9 أشهرٍ و11 يومًا)
سبقهأندريس باسترانا أرانغو
خلفهتابو إيمبيكي
البيانات الشخصية
اسم الميلادروليهلاهلا مانديلا
تاريخ الولادة18 يوليو 1918
مكان الولادةمفيتزو،  جنوب أفريقيا
تاريخ الوفاة5 ديسمبر 2013 (95 سنة)
الجنسيةجنوب أفريقيا
الحزب السياسيالمؤتمر الوطني الأفريقي
الزوج(ة)
الأبناءماديبا ثيمبكايل
ماكجاثو
مكازيوي مانديلا
ماكي
زيناني
وزيندزيسوا
الإقامةإقامة Houghton، جوهانسبرغ،جنوب أفريقيا
المدرسة الأمجامعة فورت هير
جامعة لندن (النظام الخارجي)
جامعة جنوب أفريقيا
جامعة ويتواترسراند
الديانةمسيحي (ميثودية)
موقع الويبwww.nelsonmandela.org

نيلسون مانديلا

نيلسون مانديلا
رئيس جنوب أفريقيا



نيلسون روليهلاهلا مانديلا[1]؛ (18 يوليو 1918 - 5 ديسمبر 2013 [2])، 
سياسي مناهض لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وثوري شغل منصب رئيس جنوب أفريقيا 1994-1999. وكان أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، انتخب في أول انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق. ركزت حكومته على تفكيك إرث نظام الفصل العنصري من خلال التصدي للعنصرية المؤسساتية والفقر وعدم المساواة وتعزيز المصالحة العرقية. سياسيا، هو قومي أفريقي وديمقراطي اشتراكي، شغل منصب رئيس المؤتمر الوطني الأفريقي (African National Congress : ANC) في الفترة من 1991 إلى 1997. كما شغل دوليا، منصب الأمين العام لحركة عدم الانحياز 1998-1999.
ولد في قبيلة الطهوسا (Xhosa) للعائلة المالكة تهمبو (Thembu). درس مانديلا في جامعة فورت هير وجامعة ويتواترسراند، حيث درس القانون. عاش في جوهانسبورغ وانخرط في السياسة المناهضة للاستعمار، وانضم إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وأصبح عضواً مؤسسا لعصبة الشبيبة التابعة للحزب. بعد وصول الأفريكان القوميين من الحزب الوطني إلى السلطة في عام 1948 وبدأ تنفيذ سياسة الفصل العنصري، برز على الساحة في عام1952 في حملة تحد من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وانتخب رئيس لفرع حزب المؤتمر الوطني بترانسفال وأشرف على الكونغرس الشعبي لعام 1955. عمل كمحام، وألقي القبض عليه مراراً وتكراراً لأنشطة مثيرة للفتنة، وحوكم مع قيادة حزب المؤتمر في محاكمة الخيانة 1956-1961 وبرئ فيما بعد. كان يحث في البداية على احتجاج غير عنيف، وبالتعاون مع الحزب الشيوعي في جنوب أفريقيا شارك في تأسيس منظمة رمح الأمة المتشددة (Umkhonto we Sizwe : MK) في عام 1961، ألقي القبض عليه واتهم بالاعتداء على أهداف حكومية. وفي عام 1962 أدين بالتخريب والتآمر لقلب نظام الحكم، وحكمت عليه محكمة ريفونيا بالسجن مدى الحياة.
مكث مانديلا 27 عاماً في السجن، أولاً في جزيرة روبن آيلاند، ثم في سجن بولسمور وسجن فيكتور فيرستر. وبالموازاة مع فترة السجن، انتشرت حملة دولية عملت على الضغط من أجل إطلاق سراحه، الأمر الذي تحقق في عام1990 وسط حرب أهلية متصاعدة. صار بعدها مانديلا رئيساً لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي ونشر سيرته الذاتية وقاد المفاوضات مع الرئيس دي كليرك لإلغاء الفصل العنصري وإقامة انتخابات متعددة الأعراق في عام 1994، الانتخابات التي قاد فيها حزب المؤتمر إلى الفوز. انتخب رئيساً وشكل حكومة وحدة وطنية في محاولة لنزع فتيل التوترات العرقية. كرئيس، أسس دستوراً جديداً ولجنة للحقيقة والمصالحة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في الماضي. استمر شكل السياسة الاقتصادية الليبرالية للحكومة، وعرضت إدارته تدابير لتشجيع الإصلاح الزراعي ومكافحة الفقر وتوسيع نطاق خدمات الرعاية الصحية. دولياً، توسط بين ليبيا والمملكة المتحدة في قضية تفجير رحلة بان آم 103، وأشرف على التدخل العسكري في ليسوتو. امتنع عن الترشح لولاية ثانية، وخلفه نائبه تابو إيمبيكي، ليصبح فيما بعد رجلاً من حكماء الدولة، ركز على العمل الخيري في مجال مكافحة الفقر وانتشار الإيدز من خلالمؤسسة نيلسون مانديلا.
أثارت فترات حياته الكثير من الجدل، شجبه اليمينيون وانتقدوا تعاطفه مع الإرهاب والشيوعية. كما تلقى الكثير من الإشادات الدولية لموقفه المناهض للاستعمار وللفصل العنصري، حيث تلقى أكثر من 250 جائزة، منها جائزة نوبل للسلام 1993 و ميدالية الرئاسة الأمريكية للحرية ووسام لينين من النظام السوفييتي. يتمتع ماندبلا بالاحترام العميق في العالم عامة وفي جنوب أفريقيا خاصة، حيث غالباً ما يشار إليه باسمه في عشيرته ماديبا أو تاتا ، وفي كثير من الأحيان يوصف بأنه "أبو الأمة".

النشأة[عدل]

الطفولة (1918-1936)[عدل]

ولد مانديلا في 18 يوليو 1918 في قرية مفيتزو Mvezo بمقاطعة أوماتاتا (Umtatu) ، بإقليم ترانسكاي في جنوب أفريقيا.[3] سمي «روليهلاهلا»، ويعني «نازع الأغصان من الشجر» أو بالعامية "المشاكس"، [3] وفي السنوات اللاحقة أصبح يعرف باسم عشيرته، ماديبا.[4] أحد أجداده من جهة والده، نغوبنغوكا Ngubengcuka، كان حاكما لشعب تيمبو في أراضي ترانسكاي بمقاطعة كيب الشرقية الحديثة في جنوب أفريقيا.[5] هذا الملك، كان له إبن اسمه مانديلا هو جد نيلسون ومصدر لقبه.[6] لأن مانديلا لم يكن سوى طفل الملك من زوجة من عشيرة اكزيبا Ixhiba، أو ما يسمى ب "الفرع الأيسر"، فكان غير مؤهلا ليرث العرش ولكنه أعتبر مستشار الورثة الملكيين.[6] ومع ذلك، كان والده، غادلا هنري مفاكانيسوا Gadla Henry Mphakanyiswa، زعيما محليا ومستشار للملك، تم تعيينه في المنصب في عام 1915، بعد أن اتهم مجلس حكام أبيض سلفه بالفساد.[7] في عام 1926، أقيل غادلا أيضا من منصبه بتهمة الفساد، قيل لنيلسون أنه فقد وظيفته بسبب وقوفه ضد في مطالب المجلس غير المعقولة.[8] كان محب للإله «كاماتا Qamata»,[9] كان غادلا متزوج من أربع نسوة، ولديه أربعة أولاد وتسع بنات، يعيشون في قرى مختلفة. وكانت والدة نيلسون «نوسيكا فاني» (Nosekeni Fanny) هي الزوجة الثالثة، وهي ابنة انكيداما (Nkedama) من «الفرع الأيمن» وعضوا في أمامبفو (amaMpemvu) من عشيرة كوسا.[10]
"لم يتردد أحد في عائلتي على المدرسة من أي وقت مضى [...] وفي أول يوم من المدرسة أعطت أستاذتي، الآنسة إمدينغاني Mdingane، كل واحد منا اسما باللغة الإنكليزية. وكانت هذه عادة بين الأفارقة في تلك الأيام، ويرجع ذلك بلا شك إلى التحيز البريطاني في التعليم لدينا. في ذلك اليوم، قالت لي الآنسة إمدينغاني أن اسمي الجديد هو نيلسون. لماذا هذا الاسم بالتحديد ليس لدي أي فكرة"
— مانديلا, 1994.[11]
في سنواته الأولى، هيمنت على حياته «العادات والطقوس والمحرمات» [12] شب مانديلا مع اثنين من أخواته في مسكن والدته بقرية Qunu، وكان يرعى قطعان الماشية صبي ويمضي معظم الوقت في الخارج مع أولاد آخرين.[13] كان والداه أميين، ولكن والدته التي اعتنقت المسيحية أرسلته إلى المدرسة الميثودية المحلية وهو بعمر سبعة سنين. عمد كميثودي، وأعطى معلم مانديلا به اسما إنجليزيا هو "نيلسون" كإسم أول.[14] عندما كان مانديلا في التسعة من عمره، قدم أبوه للعيش معهم في كونو Qunu، حيث توفي بمرض لم يشخص يعتقد مانديلا أنه من أمراض الرئة.[15] قال في وقت لاحق أنه ورث من والده "التمرد بفخر" و "إحساس عنيد بالعدالة".[16]
أخذته والدته إلى «المكان العظيم» "Great Place" قصر في مكيكزوبي Mqhekezweni، أين كان تحت رعاية الوصي على عرش تيمبو، الزعيم يونجينتابا دالينديبو (Jongintaba Dalindyebo). ولم يرى أمه مرة أخرى لسنوات عديدة، ورأى مانديلا أن يونجينتابا وزوجته نو-إنغلاند (Noengland) عاملاه وكأنه طفلهما، بنفس مقام الإبن جستيس (Justice) والبنت نومافو (Nomafu).[17] كان مانديلا يتردد على الكنيسة كل يوم أحد مع الأوصياء، حتى أصبحت للمسيحية مكانة خاصة في حياته.[18] التحق بمدرسة البعثة الميثودية الواقعة بجانب القصر، حيث درس اللغة الإنجليزية و كوسا (Xhosa) والتاريخ والجغرافيا.[19] فأحب التاريخ الأفريقي، من خلال استماعه إلى حكايات الزوار المسنين إلى القصر، وتأثر بالخطاب المعادي للإمبريالية الزعيم Joyi.[20] وفي وقتها كان يعتبر المستعمرين الأوروبيين ومحسنين، وليسوا ظالمين.[21] بعمر 16 سنة، سافر مع جستيس والعديد من الأولاد الآخرين إلى تايهالارها Tyhalarha للخضوع لطقوس الختان وهو رمز لانتقالهم من الطفولة إلى الرجولة، وبعد اتمام الطقوس، سمي بـ داليبهونغا "Dalibunga".[22]
هذا أحدث مقال